سنن مهجورة البدء بالمسجد بعد السفر

سنن مهجورة البدء بالمسجد بعد السفر



تسافر لبلد ما وترجو من الله عز وجل أن تعود سالما لبيتك وأهلك وما إن يبلغك الله السلامة وتعود تنسي سنة سهلة يسيرة إن أمكنك أن تقوم بها تنال ثواب إحياء سنة فيسن لك أن تذهب إلي المسجد تصلي ركعتين وتعود بعد ذلك إلي أهلك فعن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا قدم من سفر ركع ركعتين في المسجد‏,‏ وفي رواية إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع ركعتين رواه البخاري ومسلم‏.‏ ويتبادر إلي أذهاننا ما الحكمة مما فعله رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه في هذه السنة النبوية الشريفة؟ وبسؤالنا للدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس أجاب بقوله‏:‏ جعل الله بيوته في الأرض المساجد وجعل زواره لها من الراكع والساجد وهي محط البركات ومنزل الرحمات ومهبط البركات أو النفحات يستظل صاحبها بظل الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ومن السبعة الذين تحدث عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال‏:‏ ورجل تعلق قلبه بالمساجد‏,‏ والمسجد علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن للصلاة فقط إنما استخدم في تجميع المسلمين علي خير وفي حل مشاكلهم والوقوف علي احتياجاتهم وأيضا في نشر العلم والآداب الإسلامية وفي تزكية ا
لنفوس وتطهير القلوب وتجميع الجيوش لمقاتلة الأعداء وللرسول صلي الله عليه وسلم غاية في أنه لا يدخل بيته أولا ليثبت لنا أن هذا البيت أفضل عند كل مسلم من بيوتنا وأيضا لتسمع نساؤه خبر حضوره وتستعد كل واحدة لاستقباله فلا يفاجيء النبي نساءه فيراهن بغير الصورة التي ينبغي أن تعد الزوجة نفسها بها وهذا درس لكل مسلم عائد لبيته أن يعلم أهله بموعد قدومه حتي إذا حضر وجد أهله قد أعدوا أنفسهم لحسن استقباله ولا يكون حضوره مفاجأة تظهر من خلالها بعض العيوب التي قد تخفيها الزوجة عن زوجها أو قد يراها في غير ما يتمني أن يراها فيه وهذا درس تربوي يعلمنا من خلاله رسول الله صلي الله عليه وسلم كيفية نشر المودة والمحبة في البيوت وأيضا يعلمنا الثقة في أهلينا إذا ما علموا بقدومنا واستعدوا للاستقبال بفرح وسعادة‏